"قصة"وساوس الفجر

 

يتذكر كل ما حدث تلك الليلة ,ما بعد صلاة الفجر, تذكر كل تلك التفاصيل المشؤومة, نظرتة العاجزة ارقة و سهادة  و يداة التي تتصبب عرقا, و تلك الذعة عند سماع الخبرالصادم, تلك الكلمات المرثية

***

 

ما قبل صلاة الفجر كان سيخلد لليرتاح, لكن أتت والدته متعبة وانية, ظن انه كسائر اتعابها العادية التي تصارعها امه في لحظات و تعود كما كانت, متدثرة بالصحة ,ما بات يرى نفسه الا و هو خارج البيت يركض للبيت عمته ,طالباً المساعدة ,للتامرة عمته ان ينادى على عمته الصغرى, ايضاً نادى عليها ,ذهب لامه دخل بيتهم, و احس كما لو ان المناياء ستحفر لامه اللحد ,بين أحضان بيتهم ,عمتاه همو لامه البساها عباءتها و حذائها ,يحملانها كحملهم للرفات من الظل يركبون,السيارة,امه بالخلف مع عمتيه و اخوة هو من يقود

 , يشعر بـفراش مبثوث في راسة ينقل الأفكار, ينقل جميع الظنون ,جميع الاحتمالات, و كل ما هو وارد ,نشف ريقة لا يعر ف اذا كانو سيصلون في الوقت المناسب, لكنه مؤمن بانها ستمر,في رمشة عين ,يعرف انه في لحظات سيجد نفسي في المستشفى, و لكن وساوسة تجرة, و بقوة تربطة و تشله من الحس و الحركة, يتخيل انه الان في المقبرة ,يحفرون قبراً , لم يجرؤ ان يتخيل جثمانها و لا للقاءها للمرة الأخيرة ,احس بان الموت كان حاضراً, و ان الأرض مستعدة للتزيح  جزء من باطنها ,للتحتضن امة, تكاد تسقط منه دمعه لكن عجف الموقف يمنعه ,

يود لو يبكي لو يصرخ في حضن امه , ان تواسية ان كل شي سيكون بخير, و لكن امه الان من تصرخ و عمته الان من تواسي , ينظر و يجد نفسه عند مدخل الطوارئ ,الأمور تحدث كـذكرى قديمة تابئ ان تنزاح ذكرى تزيد

 شجنة

,الان هو يمشي بالممرات خالي من الوئام ,يمر على نفس جدار المشفى, و نفس اللوحة المعلقة عليه ,للمرة الرابعة يدور في الممرات, ينتظرا الخبر!.

***                                      

  صلاة الفجر

 يتوضى و يذهب للمصلى, لم يبكي فلم يتعلم نشيج العباد في السجود ,لا يعرف بما يدعي و لا بما يشكو و لا حتى بما يبوح, تذكر دعوة سمعها مرة, و ظن انها ستألف روح امه, و ستواسيها, دعوة سمعها من شيخهم [اللهم امتني اذا كانت الحياة شرا لي]  فسجد و دعى, اللهم امتها اذا كانت الحياة شراً لها.

و خرج من المسجد

***

تمر الذاكرة به , هو الان في ممرات المشفى وجهه مبلل و عيناة محمرة و الطبيب ينادي عليه

لليستلم شهادة الوفاة .

تمت في غرفتي "نجران" ١٤٤٦/١٠/٢٠هـ 

"الحسن التام"