"قصة"السامعة الجاهلة

 




لطالما قالت لي امي, ان الشمس ستشرق يوما من مغربها ,و حينها ستتهاوى جميع المخلوقات ,في عذاب القيامة ,و لكن لم افهم ابدا كيف ,فالشمس لا تشرق الا من فوق الجبل ,الذي يطل على مزرعتنا ,هل يعقل انه يوما سيترك الشمس, تغادره الى الغرب؟ ..هل ستهجر الشمس جبلنا؟!.. كنت اسأل امي كيف ذلك, فالشمس و جبلنا معشوقين ,و لا يمكن ان تهجر الشمس الجبل, و تشرق غربا! ,ردت امي  "لله العظيم قدرتة  " ولكني لم افهم تلك القصص, و الروايات عن جبل سناء, و الشمس الشارقة, كيف للقصة حبهم العظيمة, ان تتهاوى في اخر الزمان ,ذهبت لاحدث جدتي عن الامر, لكنها كانت تتوضى ,للصلاة العشاء ,فجلست عند العاملة مريم ,و سألتها "كيف يعقل للشمس ,ان تفترق عن جبلها سناء !؟" نادت عليها جدتي حينها, و لم تجب العاملة على سؤالي ,أعطت جدتي عكازتها ,و ذهبت جدتي للتصلي على كرسي, صلاتها ,عادت العاملة , فـ لحيت عليها ان تجيب, "ماذا سيحدث للجبل سناء ؟!..ماذا عن الشمس ؟ّ!.." قالت لي مهدئة, ان الشمس لن تشرق من مغربها, الا حين يأمرها الله بذلك, و انه هذا الامر ليس الا في يوم لا يعلمه, احد لكن يقال انه سيكون يوم الجمعة " فـقامت بعد ان اشبعت فضولي قائله انها ستذهب لانجاز بقية اعمالها,و لكنها  تركتني محتارة !, ان كان يقال ان جبلنا سناء و الشمس عاشقين, و الجميع يعرف قصة حبهم, لما لم يقل أحدا عن النهاية ,التي ستحل لهم سيفترقان !.,و ستبقى الشمس في المغرب ,و سناء الجبل المكلوم في المشرق, منتظرا محبوبتة الشمس ,و كما قال الله في الاية الكريمة  ﴿تَعْرُجُ ٱلْمَلَٰئِكَةُ وَٱلرُّوحُ إِلَيْهِ فِى يَوْمٍۢ كَانَ مِقْدَارُهُۥ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍۢ﴾ ماذا سيحدث للشمس ,و جبلنا البهي سناء ؟!! علامات من الحيرى تطفح راسي, و الأسئلة لا تنتهي لكن لم ابه بها فالاهم الان, ان احذر الجبل سناء ,هو لا يعلم ,انه في يوم الجمعة لن تلتقية محبوبتة الشمس ! ,لكن ما اليوم؟.. هل هو السبت ام الخميس ؟..,يجدر بي ان اسأل امي, خرجت من عند جدتي و لقتني امي ,و غضبت علي كثيرا و نهرتني قائلة ,"ويحك لما ما زلتي مستيقظة ؟!, تنتظرنا صلاة بالغد ,و اعمامك و عماتك سيأتـون غدوة للغداء الجمعة ..انصرفي للسرير الان." طردتني امي للغرفتي, و لم اعلم ماذا افعل غدا, فغدا لن يرى الجبل سناء الشمس, سوف  تهجرة ستتركة للظنون ,و عتاب الانتظار ,ستجعله ينزوي بلا حراك كعادتة ,سيكره بسببها الريح و سيعتم!, و لن تلامسه اشعتها البهية ,يجب علي ان احذره, يتوجب علي ذلك !,لا يجب على العشاق ان يهجرو دون علم! , لذا انتظرت امي للتنام, و انتظرت العاملة مريم أيضا  ,و حينما بدات عتمة الغلس ان تنجلي,  خرجت من منزلي راكضة متراعه, صديقي الجبل, تكيد له الشمس هجرا, ركضت و حنجرتي تحتك بانفاسها ,و مشيت و قطعت حدود المزرعة, حتى وصلت للتربة اليابسة التي تحتضن الجبل ,صعدت الحجارة حجره وراء الأخرى, و دست سهوا على حشائش الشوك, النابتة بين حفوف الحجارة, لكن لم ابالي صعدت ..و علوت ..و لهثت.. و لما وصلت قمة الجبل سناء, و بدات بلفظ انفاسي محاولة التقاط نفسا للعيش, رائيت هناك شعاع اشبة بالحريق لكن دافئ كالخبز, لم ابه به اردت تحذير جبلي, احسست بـحجارته في قدمي,و الريح تداعبني , و اردت ان اخبره بالامر, بخيبة حبه!, و لكن ذلك الشعاع ازداد ضوئة لليعمي عيني الصغيرة, بنورة فسقطت متهاويه من على الحجارة, و الشمس تنجلي مشرقة للتلامس محبوبها الجبل ,هامسة له ان لا يأبة بي انا السامعة الجاهلة !.

 

تمت نجران

٨/٢٦/١٤٤٦هـ


تعليقات

  1. واو السرد و النهاية الجميلة حرفياً واو !

    ردحذف
  2. واو يا حسن اندمجت مع القصه وربي استمر توكفى نبغا نفس كذا كثير حبيت والله 💓💓💓

    ردحذف
  3. الله✨️✨️ القصة بدايتها تعمق في تعمق و مشاعر و النهاييةة جميللة و كلها مشاعر و صرت اتخيل المنظر وهي تصعد جبل سناء ✨️✨️ القصة مرة لطيفة نأمل المزيد من اسرادك القصصية المبهرة

    ردحذف
  4. يع غرت لايمدحك غيري!😡

    ردحذف
    الردود
    1. اويلييي الرجل القيور ابشرك مدحك مميز اكثر منهم

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"قصة"وساوس الفجر

"قصة"افكار سنمار